الي صديقتي وحبيبتي روقيه:
اكتب إليك الآن من لبنان حيث استجم أنا وزوجي تحت آشعه الشمس الرقيقه والهواء الرائع بعد ان غمرتنا مياه البحر وسكرتنا أمواجه وسحرتنا سماؤه وداعبنا نسيمه ولا أخفي عليكِ فقد فاجأني زوجي بخاتم ألماظ وضعه في كأس العصير الخاص بي وأخذه من بين شفتاي ليضعه بيده الحنونه في أصبعي ثم قَبّل يدي برقه وأخذني من يدي الأخري وحلقنا كما تحلق العصافير بين السحُب القطنيه ولكن كانت في الحقيقه رمال ناعمه نمشي عليها حتي وجدت نفسي امام التلفريك ولكن قبل ان نركب وجدت نفسي بين احضانه فقد احتواني كهره يحضنها بشر ويتلمس شعرها برفق فسارت عيني تغمض وتفتح مثلها كي اشعر بالاحتواء في الخيال فيزيد جمالا واشعر به في الواقع فيزيد صدقا .... سأتكلم معكِ في وقت آخر لكي اكمل الحكي حيث تقلص واستنفذ وفرغ شحن جهازي (الحاسب الآلي المحمول) حتي كاد يفقد وعيه ....صديقتك أشواق
روقيه:( بعد قراءتها للرساله تمسك جهازها المحمول بيد وبيد اخري كوب عصير تلقيه علي الارض فينكسر) اه يا ناري يا وكستي اه يااااااااني اه يا حسرتي يا شبابي يا يا يا...انا حاتجنن يا ناس هاحول خلاص من كتر الفقعه حد يجبلي مهدئ طب اشرب فنطاس جاز واخلص طب ارمي نفسي من الشباك بس انا في الدور الارضي طب اجرب يمكن لما استهبل اموت ....انا عايزه اعرف ليه يا حسين مابتعملش معايا كده ...طب ليه مابتقوليش كلام حلو (تنظر الي صوره حسين) ليه يا حسين ليه يا حسين....
حسين:(يدخل حسين الشقه)ايه ده انتي بتكلمي نفسك ..انت اتجننتي وصلتي خلاص اطلب مستشفي المجانين ولا لسه شويه
(يضع يديه علي جبينها ويقول) لا لسه شويه ههههههه.
روقيه:انت بتضحك!!
حسين:وماأضحكشي ليه انا حر عايزه حاجه؟
روقيه:انت اصلك مابتفكرش الا في نفسك وبس (يقاطعها حسين)
حسين:روقيه حبيبتي انا تعبت من الخناقات كل يوم انا كويس معاكي بلاش نمرده اومي حضري الاكل انا جعان وبلاش والنبي التكشيره علامه الجوده بتاعتك دي ولا بلاش احسن لو شيلتيها ماعرفكيش .
(الرساله الثانيه)
عزيزتي روقيه اكتب اليك وانا في قمه سعادتي فقد فاجأني زوجي بسياره جديده بتعقد ووضع مفتاحها في علبه هديه قطيفه بتعقد والاجمل انه كتبها بأسمي ولا أخفي عليكِ لقد فاجأني مفاجأه أخري سوف يأخذني لأتعشي معه في افخم واشهر مطعم تسهر فيه النجوم وتسامر فيه الأحبه وترتاح اليه القلوب مش عاوزه اقولك بيعقد بيعقد بيعقد
روقيه:حرام عليكي عقدتيني في حياتي (تمسك بوظ اللحاف وتعضه) ااااااه يا ناري (حسين يُشخّر بجانبها) شخر شخر يا حسين شخر لحد ماصوتك يجيب الشارع هو ده اللي باخده منك ناس ليها عربيات وتلفيركات وناس ليها حسين (يستيقظ حسين مفزوع من النوم وتقوم خناقه كالعاده.. ثم تأتي رساله ثم خناقه ورساله في خناقه ثم توالت رسائل اشواق كما توالت الخلافات حتي انتهت بطلاق رقيه من حسين).
(سعيت روقيه اكثر من مره ان تعرف عنوان اشواق لكي تزورها وتتعرف عليها أكثر ولكن تهربت اشواق في كل مره بحجه تختلف عن قبلها بأميال حتي أتت روقيه بأسم الشركه التي تعمل بها اشواق من السيره الذاتيه الخاصه بها علي الفيس بوك وذهبت بالفعل الي الشركه)
روقيه:(تدخل الشركه وتكلم احدي موظفيها ) لوسمحت ممكن توصلني بمدام أشواق محمد معطي .
الموظف:معرفش حد بالاسم ده انا أسف ...(موظف آخر يعرفها فقال لها:لا لا انا عارفها تقريبا حاتلاقيها في قسم الأرشيف)
روقيه:مش ممكن اكيد حضرتك غلطان (تذهب مع الأمن وهي متأكده انهم اخطأوا في الأسم حتي وصلت هناك ووقعت عينيها علي موظفه ترتدي قميصا يتدل عفويا وبعشوائيه علي تنورتها دون أستئذان غير متناصقا في الوانه ولا مظهره... نحيفه القوام لا تعرف ان كان شعرها طويل ام قصير لأن كل خصله شعر في خصام عنيد مع الأخري وكأنها وضعت أصبعها في الكهرباء كي تأتي بهذا المظهر العجيب... اندهشت روقيه فلم يرمش لها جفن وانتظرت في عناد وغيظ تلك المرأه التي وهمتها ايام وليالي حتي لاحقتها بسيارتها بعد ما ركبت اشواق (الاتوبيس) وذهبت وراءها في ترقب و بعد مانزلت اشواق محطتها لاحقتها في إصرار لتدخل وراءها حاره بداخل حاره بداخل حاره حتي وصلت اشواق بيتها المتواضع (تحت البدروم) وبعد ان اخذت روقيه انفاسها طرقت باب الشقه ففتحت اشواق الباب .
اشواق:ايوه
روقيه:مش اشواق محمد معطي بردوا
اشواق:ايوه حضرتك مين
روقيه:انا روقيه ..روقيه صحبتك اللي ...(تسمع روقيه صوت يقاطعها صوت فتوح زوج اشواق وهو يصرخ :انتي فين يا ست هانم ياللي سايبه المواعين تضرب تقلب من امبارح والشقه ريحتها معفنه ...(تهرب اشواق الي الداخل وتدخل وراءها روقيه لتشاهد ماذا يحدث لتري زوج اشواق يرتدي سترته الداخليه من اعلي وسروال بهتان اللون من اسفل ..ضخم الجسم يكسوا صدره شعر كثيف كما يكسوا الزراعين كثافه مثله ..رأته يتكلم بعنف بصوت أجش مخيف كأنه استعار حنجره ثلاث رجال ليضعها في حنجرته لتكون اربعه في واحد ...خرجت روقيه من الشقه دون تعليق او عتاب او تهكم فيكفي ما رأته فتحول الانتقام الي اشفاق وتحول العتاب الي صمت وتحول التهكم الي عطف .......
(الرساله الأخيره)
عزيزتي روقيه لقد تألمت كما تألمت انتِ تماما أعرف ماذا كنت تنوين وتتكلمي عنه وانتِ محقه في كل الظنون وفي كل الشكوك التي نسبها عقلك لي ولكنك جرحتي خيالي ايضا فأنا لا املك غيره فكما رأيتي انا لا أملك شئ علي الاطلاق فالخيال وحده ونيسي وجليسي وشاركتك فيه كي اشعر بأنه واقع حقيقي ملموس
اليس من حقي ان اكذب واصدق كذبتي كي استطيع العيش مع الواقع المؤلم الصفيق....
اشواق
التي لا تملك شيئا.