2013-01-06

(حسين افندي 2)

(يجلس حسين وهو مرتدي جاكيت الجارسون ويشرب الليمون ويأخذ نفسا عميقا ويبدأ بالكتابه ،ثم يأتي اثنان رجل وسيده ويجلسان علي الترابيزه بجانب ترابيزه حسين ويظلان صامتان لمده قصيره ثم يتحدث بينه وبين نفسه
(حسين): الحمد لله طلعوا خُرص ،عشان اعرف اكتب(ولكن يبدأ الكلام بينهم)

(هي تكلم هو) : إيه قاعد ساكت ليه؟
(حسين): (يتحدث بينه وبين نفسه)ياستي ماتخليه متنيل ساكت 
(هو): ابدا بس مافيش حاجه اقولها.
(حسين):عملت طيب.
(هي):بس احنا ماخلّصناش كلامنا.
(حسين):يبقي جايين تخلصوا عليه .
(هو):عن ايه؟
(هي):عن حكايتنا.
(هو):انا مش وعدتك ان احنا حانتجوز. 
(هي):بس انا خايفه من الجيران ،حاسه انهم بيتكلموا علينا،الشقه اللي بنتقابل فيها مهما كانت مفروشه  
(حسين):اخس الله يلعنكوا.
(هو):يا حبيبتي بيتهيألك .
(هي):انا حاسه انك بتتهرب مني عشان خايف من مراتك.
(حسين):وكما ن متجوز ،يا مثبت العقل.
(هو):يا حبيبتي انتي عارفه انك الوحيده اللي بحبها ولا يمكن في قوه في الدنيا تقدر تبعدنا عن بعض.
(حسين ):واحد كمنجه يا جرسون عشان واحد بيغني هنا .
(هي):يا حبيب قلبي .
(حسين):كتك نيله هبله.
(هي):عن اذنك يا حبيبي اصلح ميكياجي واجيلك
(حسين):دلوقتي بس اقدر اكتبلي حتي سطر في الروايه،سطر يا خونا سطر(يبدأ حسين في الكتابه ولكن يأتي تليفون للترابيزه المجاوره)
(هو):الو ..اهلا ازيك يا ابو صلاح ،اهو زي ما انا قرفان ،ابتديت ازهق من البت الجديده دي عملالي صداع،....يعني شغاله ف قصه اتجوزني اتجوزني ،وانت عارف بقي صاحبك مش بتاع جواز ،...علي رأيك هو اللي يعملها مره يكررها تاني هههههه...،شكلي كده حارجع للبت تهاني تاني لا جواز ولا دياوله..بقولك ايه انت معاك مين النهارده ؟ ..والله طب انا جيلكم دلوقتي
(تأتي هي)
(هي):اتأخرت عليك يا حبيبي؟
(هو):شويه
(هي): قد كده بتحبني 
(حسين):طبعا
(هو):مافيش شك يا حبيبتي..انا مضطر اروح مشوار مهم دلوقتي ،لازم نقوم
(هي):مشوار ايه يا حبيبي
(هو):ااااا لقيت شقه تمليك لُقطه، رايح اشوفها عشان نتجوز فيها يا حبيبتي
(يقوم كلا من الطرفان ولكن اثناء تحركهما يزحزح جاكت (هو)  قهوه (حسين) وتقع القهوه علي بنطلون (حسين )  

(حسين): (يصرخ في وش هو)ايه يا افندي انت ده ،انت عميت خلاص مش شايف.

(هو):طب ليه قله الادب بس يا استاذ يعني هو انا قصدي.

(حسين): قصدك ولا مقصدكشي ازاي توقع القهوه علي بنطلوني يا افندي انت، ثم حاروّح انا ازاي دلوقتي .

(هو): طب وانا اعملك ايه.
(حسين):ما طبعا ،ما الاستاذ مستعجل ،عايز يروح لأبو صلاح وأُنس ابو صلاح،مش شايف قدامه.
(هي):(بإستغراب)الله..وده عرف منين ان انت رايح لأبو صلاح ،انا مش قولت لك تقطع علاكتك بالزفت ده،انت رجعت للستات تاني الوحشين 
(هو):انا لا رجعت ولا نيله (تقطع هي كلامه)
(هي):هات موبيلك هاته،(تأخذ الموبيل وتري نمره ابو صلاح وتقول:اه يا كداب يا وحش يا منافك ،يا بتاع الستات  
(هو):(يأخذ الموبيل من يدها ويقول:بقولك ايه ،ايوه انا بتاع ستات ونسوان ونساء ونون النسوه كمان ،وكويس ان ده حصل عشان ماشوفش وشك تاني(يذهب هو وتبكي هي ويقول حسين :معلش يا بنتي، كويس ان ده حصل عشان تعرفي حقيقه الراجل ده ،وبعدين انت تعرفي ليه راجل متجوز وعنده عيال ووراه مسئوليات ؟
(هي):وانت مالك انت يا راجل يا حِشري ياللي ماعندك تم (تخرج من الكافي)
(حسين):تم انا ماعنديش تم ؟(يـأتي الجارسون ويقول له حسين:الا (تم)دي في اني حته في الجسم؟
(الجارسون):(يبتسم ابتسامه خفيفه)اتفضل يا استاذ حسين جوه في الحمام اقلع البنطلون.
(حسين):وبعدين يا ابني؟، اروّح بلبوس كده؟
(الجارسون):ماتقلقش يا استاذ حسين انا حاغسلك بنطلونك واديلك بنطلوني اللي بروح بيه. لحد ما ينشف.
(حسين):جزاك الله خير يا ابني ،عملت فيه معروف.

(يجلس حسين علي منضده اخري هادئه)
(حين يحدث نفسه):دلوقتي لا عايز اكتب ولا نيله انا حاستنه البنطلون لما ينشف واتكل ع الله،(وتأتي فتاه في سن العشرين تجلس خلف منضده حسين)
(حسين): (يحدث نفسه)يا مُنجي يا رب،يا رب ،يا رب(فيظر وراءه ويلاحظ انها تكتب)
(حسين):كويس باين عليها زي حلاتي كاتبه ،باين عليها مثقفه(تذهب الي الحمام وهي تبكي ويقول حسين :باين عليها حزينه (فتطير الورقه التي كانت تكتبها الفتاه تحت ارجل حسين  فيقرأ الورقه :عايزه انتحر(فيقول حسين في زُعر:باين عليها مجنونه   
(تأتي الفتاه وتجلس وتلاحظ عدم وجود الورقه وتنادي علي الجارسون)
(الجارسون):ايوه يا افندم تحبي تشربي حاجه؟
(الفتاه ):(بغضب)ده انا اللي حاشربكم المر ،فين الورقه اللي كانت هنا؟
(الجارسون):ورقه أيه يا انسه؟انا ماشوفتش اي ورقه
(الفتاه): طيب ،اندهلي المدير ،انا عايزه المدير دلوقتي
(المدير): ايوه حضرتك 
(الفتاه):كان هنا في ورقه علي الترابيزه دي، وبعد ماروحت الحمام رجعت ملقتهاش.
(المدير):ايوه يعني حضرتك الورقه دي مكتوب فيها ايه؟
(الفتاه):وانت مالك
(المدير):يعني مكتوب فيها رقم تليفون؟  رقم حساب مثلا؟ او اي شئ مهم من هذا القبيل
(الفتاه):ايوه، مكتوب فيها رقم تليفون 
(ينظر حسين خلسه الي الورقه ليبحث عن رقم التليفون ويلاحظ انه مكتوب بالنص (نمره تليفون بابا  اهي علشان يأخذ جثتي)ويقول حسين بينه وبين نفسه:يا خبر، انا لازم اتصل ببوها عشان ييجي يلحق المصيبه المنيله دي)
(يأتي والدها اثناء المشاجره المستمره بين الفتاه والمدير والجارسون)
الاب:انت هنا حرام عليكي واحنا قلبين عليكي الدنيا،عايزه تموتي نفسك وتحرقي قلبنا عليكي ،عشان ايه ،عشان واحد صعلوك مايسواش تلاته ابيض .
(الفتاه): (بخوف)ايه ده ،مين اللي قال لك يا بابا .
(الاب):واحد ابن حلال اتصل بيه وقال لي ع المصيبه بتاعتك،فين هو عايز اشكره ؟عايز ابوس ايده ،عايز ابوس راسه.
(حسين):العفو العفو يا محترم ،استغفر الله ،انا حبيت اعمل الواجب واتصل بيك .
(الفتاه):انت؟انت اللي اتصلت انت؟انت اللي سرقت الورقه؟ 
(تمسك شعر (حسين)وتقطعه وتبهدل ملابسه ويأتي الجارسون بعد الخناق ويأخذ الحساب ولكن  الجارسون يوقف حسين عن الذهاب ويقول له 
الجارسون:ااا لموأخذه يا استاذ حسين الهدوم بتاعتي .
حسين:اه يا ابني مش واخد بالي ،لكن البنطلون نشف؟
الجارسون:ابدا.
حسين:خلاص ،مش مشكله.
(يرتدي حسين البنطلون المبلل دون الجاكيت ويقف عند بوابه الخروج الخاصه بالكافيه ويقول:يعني عشان الواحد عنده ضمير مع الناس يمشي عريان من فوق ومبلول من تحت،دي ام العيال ارحم ..........
                                (تمت) 
 كل عام وانتم بخير  أسرتي  أسره المدونين لقد افتتحت مدونه جديده اسمها  ست كوم :)وموجوده علي مدونتي (انا والعذاب وهواك) وسينشر فيها كل الحلقات الست كوم يا ريت تشرفوها ويا ريت تعجبكم 

2013-01-05

حسين أفندي


 (حسين):يعني هو انا معرفشي اكتب ابدا في البيت ده يا ناس، دي حاجه بقت بزياده أوي ،انتي يا ست انتي، انتي يا ست العاقلين،هو ايه ،مافيش احساس، مافيش دم ،مافيش انسانيه،مافيش مرؤه،مافيش حاجه خالص.


هي:إيه إيه حصل إيه ،إيه الدوشه إللي انت عاملها دي كلها حصل ايه،هو كل يوم زعيق وشخيط وصريخ في وشي ،دي حاجه بأت تجنن ،حاجه بأت تطهق،حاجه بأت تجيب المروستان.

(حسين):انا!!انا اللي اطهق انا،انا اللي اجنن انا،انا إللي أأرف انا ،انا إللي أطفش انا؟

هي:شوف ياختي الراجل! انا قولت الكلام ده كله يا راجل،انت بتتلكك ولا إيه يا حسين ؟انت عايز تعملها حجه علشان تخرج زي كل مره ،ومنعرفش انت بتروح فين؟

(حسين):لاحول ولا قوه إلا بالله، إتقي ربنا يا وليه،بطلي رمي الظلم ع الناس عمال علي بطال.

هي:أُومال إيه ،طالع  من اوضتك هابب فينا زي وبور الجاز ليه ،بتزعق ليه ؟

(حسين):انتي مش سامعه صوت كاسيت ابنك  الفالح يا وليه إللي مسمع آخر الشارع ،ولا صوت بنتك الاوبرالي وهي بتصوت لأختها ،عشان ايه بتذاكرلها،ولا صوت حلللك ،اللي عمال يخبط  زي المطارق في نفوخي ،يا وليه يا وليه خللي عندك شويه دم،إتقوا ربنا فيه.

هي:يعني ايه؟ اعملك إيه؟اما غريبه والله !عمال تقولي ابنك وبنتك وديك هما وديك هنا ماتشوفلك حل معاهم،هما عيالي انا بس، ولا هو رمي المصايب كلها فوق دماغي انا بس؟

(حسين): (بسخريه)هههه ديك؟ديك وفرخه وعشه فراخ بحالها انا عايش فيها ،وماحدش واخد باله اني بكتب الروايه بتاعتي، اللي مش عايزه تبتدي من اصله،يرضي مين ده يا ربي؟

هي:يا خويا، بقالك خمسه وعشرين سنه  قاعد بتكتب في الاوضه بتاعتك بالساعات ،لا عارفين بتكتب ليه ولا لمين ولا  حد ارالك ولا حد سمع عنك  ، ولا بيجيب جنيهات عشان نقول ده جايب همه 

(حسين):يعني عايزاني ابقي موظف رايح جي علي المصلحه وبس، واسيب كتاباتي، اسيب اعز مالدي،اسيب كينونه حياتي ،انتي انسانه ماديه، انسانه مابتبوصيش غير للفلوس والجنيهات ،وإذا كان ع الشهره  يا ستي، كبار العظماء اشتهروا بعد مماتهم واتعرف مجدهم،اتعرف فنهم ،وبعدين انا بكلم مين! بكلم واحده مش قادره تفهمني من ساعه ماتجوزتها،حاتفهمني لما اكلمها عن اللي بكتبه يا ناس.

هي:يعني ايه ؟ عايز تتخانق يا حسين؟ناوي علي نكد زي كل يوم؟انا مش فضيالك؟ورايا شغل ماليش نفس للخناق ،تعبت خلاص يا ربي خلاص.

(حسين):وانا كمان مش فاضيلك،ومش آعدلك في البيت ،انا خارج  يمكن تسرتيحوا مني واستريح انا منكم.

(مشهد الكافيتريا)

(حسين):شوفلي يا بني الترابيزه بتاعه كل مره.
الجارسون:للأسف يا استاذ حسين الترابيزه مشغوله المره دي.

(حسين): يا دي الحظ ،خلاص مابدهاش، شوفلي ترابيزه، بس مطرفه شويه، عايز هدوء وحياتك.
الجارسون:اتفضل يا استاذ حسين.
(حسين):اشكرك ، ممنون ،القهوه بتاعتي من فضلك، دماغي حاتفرقع.
الجارسون: حالا.

(حسين):(يحدث نفسه)يا سلام ع الهدوء ،يا سلام علي الراحه ،الدنيا جميله بره البيت ،الدنيا حلوه اهي، مافيهاش مشاكل ،مافيهاش دوشه، ولا رزع ولا خبط ،الله يسامحك يا ام العيال، .. (يأتي الجارسون ويضع القهوه).

(حسين):أشكرك (يأخذ رشفه من القهوه ويخرج نظارته من الجاكيت ويرتديها ويفتح كشكول التدوين وينظر امامه فيأخذ نفسا لأستحضار الالهام ليكتب روايته الجديده (وفجأه يأتي رجلان يجلسان علي المنضده التي خلفه يتحدثان بصوت مسموع).

هو(المشتري):ها ..حفظت حاتقول إيه؟.
هو(السمسار): طبعا يا كبير، خلاص الموضوع حايخلص النهارده بإذن الله ،انا ظابطّه ع الآخر.
هو(المشتري): زي ما اتفقنا ،مش حادفع اكتر من 375 وانت حاتاخد زي ما اتفقنا ال30 الف بتوعك .
هو(السمسار):ماتقلقش يا كبير،هي صحيح الارض تساوي تلت تربع مليون جنيه،بس انا فاهمته انها ماتجبش اكتر من 375 ،ماتقلقش يا كبير،هي اول مره نشتغل مع بعض.
هو(المشتري):طب اسكت اسكت ،احسن اخينا جه.
(البائع):معلش يا فندم ،اتأخرت لسبب خارج عن ارادتي والله،اصل المرور واقف وعطلني وعطلكوا معايا .
هو(المشتري ):ابدا ابدا يا استاذ مدحت المهم سلامتك،ده اللي يهمنا.
(السمسار):الاوراق يا استاذ مدحت جاهزه وكله تمام ،مش ناقص بس غير التوقيعات ويبقي مبروك عليكوا ان شاء الله،اتفضلوا
الورق اهو والقلم كمان
هو(البائع):بسم الله الرحمن الرحيم ..ايه ده القلم مابيكتبش 
هو(السمسار):ولا يهمك يا استاذ تلاتين قلم علشان خاطرك..اتفضل
هو(البائع):بسم الله الرحمن الرحيم...الله ..وده كمان مابيكتبش
هو(المشتري): انت جايب اقلام مابتكتبش ولا ايه يا حدق
هو(السمسار):لا إزاي، ثانيه واحده واجيب من الاستاذ ده قلم(يشاور علي حسين)ممكن لو سمحت يا بيه قلم سعادتك 
حسين:لا... وبعدين انا مش بيه 
هو(السمسار):طب ممكن يا باشا القلم لو سمحت 
حسين:(يقف حسين)انا لا بيه ولا باشا ،ومافيش قلم، قولت ايه؟
هو(السمسار):الللللل في ايه يا استاذ، ايه البخل بتاع البني آدميين يا خونا
(حسين):انا مش بخيل يا قليل الادب ...انت اللي نصاب واونطجي
(السمسار):الللللل طب ليه الغلط ده يا فندي،انا نصبت عليك بإيه ولمؤاخذه عشان تقول نصاب

(حسين): مانصابتش عليه، بس حاتنصب ع الاستاذ المحترم، وتبيعه ارضه بتمن بخس ،ومفهمه انها ماتجابش اكتر من كده

البائع:(يقف)بتقول ايه يا استاذ ؟ وانت عرفت منين؟

هو(المشتري):(يُهدي مدحت ويشده ليجلس) يا استاذ مدحت ده راجل باين عليه مجنون مش طبيعي 

(حسين):انا سمعتك كويس، يا راجل ياللي ماعندكش ضمير انت

هو(المشتري):انت بتقول ايه انت يا راجل يااستنجلينا 

(حسين):(يذهب الي مدحت)السمسار ده قاعد مع  اللفندي ده ،بيتآمروا عليك من الصبح ،وعايزين  يستغفلوك ويشتروا منك الارض بنص تمنها وعلشان ربنا بيحبك خلاني اسمع كلامهم عشان تعرف نواياهم وضمايرهم 
(ينظر لهم مدحت بإحتقار ويرمي الورق في وشهم ويخرج من الكافيه)
(ويمسك كلا من الرجلان (حسين) في خناق وضرب وتقطيع هدوم)
سند الجرسون(حسين) ويجلسه علي ترابيزه اخري ويعطي له الليمون).
(جرسون):سلامتك يا استاذ حسين.
(حسين):الله يسلمك..خد الجاكت ده ارميه للقطط يمكن يدفيهم في الشتا ..مابقاش ينفع.
(الجارسون):حاضر يا استاذ...ااا انا حاجبلك الجاكيت اللي بروّح بيه  ،عشان ماتبردش
(يجلس حسين وهو مرتدي جاكيت الجارسون ويشرب الليمون ويأخذ نفسا عميقا ويبدأ بالكتابه ،ثم يأتي اثنان رجل وسيده ويجلسان علي الترابيزه بجانب ترابيزه حسين ويظلان صامتان لمده قصيره ثم يتحدث بينه وبين نفسه
يتبع>>>>>