2012-10-08

الطمع والحسد ...وسخريه القدر(مقالتي في جريده الرأي)





بسم الله الرحمن الرحيم((إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ))  سوره (ص) آيه (22) 
ألحسد هو أول معصيه وقعت من الخلق لما حسد إبليس آدم ثم حسد قابيل هابيل 
والطمع من الصفات السيئه لمن يكتسبها بإستثناء شيئا واحدا ألا وهو الطمع المحمود وقد ذكر قرآننا الكريم في أمور الحسد بتمني زوال النعمه من الآخر والحصول عليها .
فهل من الممكن أن يكون هناك شريحه من الناس يصل بها الحسد إلي تمني مصائب الغير والحصول عليها؟وهل المصيبه في نظر الحاسد نعمه؟
فلا نندهش إذا وجدنا نظره التمني في أمور إن وجدناها عجيبه فإن الواقع يفرزها _فمن الممكن أن نجد شريحه من المجتمع تحسد المنتحر علي إنتحاره وتبرر هذا بأنه اتخذ قرارا بإنهاء حياته البائسه بينما هي تعاني منها ولا تملك الجرأه لفعلها.
ولا يأتي في مخيله من يأخذ العزاء أن هناك من يحسده علي إلتفاف الناس حوله ورثائهم له وإهتمامهم به .ويشعر الحاسد أنه بلغ من إرتفاع المنزله وعلو المكانه بل يتمني ان يتقاسم معه العزاء ويعتبرها نعمه محروما منها وكم كان يتمناها ولو علي حساب فقده لعزيز لديه _فهو في هذه اللحظه لا يكترث بالحزن ولا بالمشقه التي هبطت علي المحسود ولا علي ما أصابه من حزن لا يتحمله بشر كذلك يقع الحسد علي أصحاب البيوت التي تهدمت نتيجه الزلزال واسنحواذهم علي شقق كتعويض لهم دون النظر إلي الأرواح العزيزه التي رحلت ولا إلي الخسائر الماديه والمعنويه وهنا يأخذنا الحديث إلي أرض الهند فكاتبنا الكبير محمد حسنين هيكل ذكر في كتابه عن حواره مع رؤساء الدول وجاء حواره مع أنديرا غاندي التي كانت رئيسه للوزراء في ذاك الوقت حينما تناول ماتكبدته مصر نتيجه الإعتداء الغاشم عليها وما أزهق من أرواح في حربي 56 ؛67 فلم يكن ردها إلا أن مصر عوضت عن هذين الحربين أكثر مما تكبدته من خسائر وغفل عنها ذكر الأرواح الغاليه التي أستشهدت وكم بيت تيتم وتهدم ومما يثير العجب في نفوسنا عندما يبلغ الحسد مداه الصفيق لما تفيض الحسره احدهم عندما يفقد رجل حياته بكارثه وكانت له وثيقه تأمين بمبلغ كبير عادت لأهله وغفلوا ما أصاب الوارث من فجيعه قاتله لرحيله.
وننتهي إلي ان الطمع والحسد صفتان وضيعتان إذا أصابت الإنسان جعلتاه عبدا لتلبيه حاجتهما_وأسقطته في أعين الناس لأن القلوب تتعلق بالترفع عن ذلك _فالذي يبذل ويعطي ويمنح مابيده ليد الغير غير الذي يسأل ويستجدي ويحقد.
فالطمع والحسد إذا احتلا القلب أفسداه وأوجعاه وجعلاه مريضا غافلا يسحق تحت أقدامه كل الصفات الإنسانيه النبيله.......